كيف نُشجع حب القراءة عند تلاميذنا؟

يمكننا أن نتفق جميعاً على أن القراءة هي مهارة حياتية مهمة للحياة الاكاديمية وما بعدها. العديد من المُربين (وانا من ضمنهم) هم قراءٌ نهمون، مما يُصعب التواصل مع القراء الممانعين. لقد قرأتُ العديد من المقالات حول هذا الموضوع (بحث سريع في جوجل يكشف عن ثروة من هذه المصادر)، فقمتُ هنا بتلخيص أهم الملاحظات التي عثرتُ عليها واضفتُ اليها بعضاً من أفكاري

قبل القفز إلى استراتيجيات المشاركة والجذب، من المهم تحديد سبب رفض القارئ. هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي الى حجم الطالب عن القراءة، ولكن هذه الأسباب تقعُ عادةً ضمن فئتين رئيسيتين: الطالب يعاني من صعوبة في القراءة، أو أن الطالب لم يقرأ ما يكفي من المحتوى لينجذب للقراءة. إذا وجدتَ أن الطالب يعاني من صعوبة في القراءة، فمن المهم أن تفهم وتعالج المشكلة. اما إذا كانت الفئة الثانية هي السبب، إذن تابع القراءة معنا للحصول على بعض الاستراتيجيات التي ستساعدك في إشراك الطلاب في مواد القراءة

خمس استراتيجيات للتشجيع على القراءة

الاستراتيجية الاولى: الاقتداء

يجب على المعلمين مشاركة ما يقرأونه ليظهروا للطلاب كيف يمكن للقراءة ان تكون هواية تستمر لمدى الحياة خارج الفصول الدراسية

أولا: لا تشارك الكتب التي من شأنها أن تجعلك فخوراً كأستاذاً في اللغة فحسب، بل شارك أمثلة حقيقية لكل شئ تقرأه – روايات، مدونات، أدلة سفر، مواقع الويب، كتب الطبخ، وما إلى ذلك

ثانيا: شجّعهم على الاقتداء بغير معلم اللغة – أسئل مدرب كرة القدم عن ما يحب أن يقرأه، ومدير المدرسة، والمعلمين، وما إلى ذلك لإعطاء الطلاب نماذج قُرّاء متعددين للاحتذاء بهم

ثالثا: القراءة الجهورية – حتى خارج المدرسة الابتدائية! جِد قصة قصيرة مثيرة للاهتمام، ثم إسمح لطلابك بالاسترخاء والاستماع. قد يتفاجأ القراء الممانعين في صفك كيف أنهم سيستمتعون بها

الاستراتيجية الثانية: النظر في النصوص البديلة

هذه الفكرة هي الأكثر شيوعاً لتشجيع القراء الممانعين، ولسبب وجيه. الفكرة هنا بسيطة جداً – تعريض الطلاب لمجموعة متنوعة من القراءات، مع إيجاد وسيلة لبناء حرية الاختيار في المناهج الدراسية. يشعر المعلمون أحياناً بالضغط للتمسك بمواد القراءة “الأكاديمية”، ولكن من المهم إيجاد الوقت لأدراج التنوع أيضاً. إليك بعض الأفكار

أولا: الكتب المحظورة – المراهقين سيكونون منجذبين الى هذه الكتب بشكلٍ خاص، بالإضافة إلى أنها ستثير مناقشات مثيرة للاهتمام حول لماذا تم حظر الكتاب، بما في ذلك السياسات والأخلاقيات المعنية – للمزيد من الأفكار، انظر الى مقالنا هنا وهنا

ثانيا: الروايات التصويرية والكتب المصورة – على الرغم من انها غير تقليدية، ولكن بعضها يحتوي على الكثير من المؤامرات المعقدة، والموضوعات، والعناصر الأدبية التي ستعزز المعايير بالتأكيد

ثالثا: النكت، الألغاز، وكتب السحر – خاصةً للقراء الأصغر سناً. هذه الكتب ستساعد الطلاب على رؤية تطبيقات ممتعة لما يقرؤون

رابعا: الكتب التي ستصبح أفلاماً – هذه ليست فقط فرصة جيدة للمقارنة والتباين، ولكن السينما ستقوم بالتسويق لك! حاول ايضاً ان تشجع الطلاب على قراءة الكتاب قبل إصدار الفيلم

خامسا: المدونات والمجلات – يمكنك العثور على الكثير من المقالات حول أي موضوع، والعديد منها متاحة مجاناً على الإنترنت. إسمح للطلاب باختيار موضوع يهمهم ليتمتعوا به. بالإضافة إلى ذلك، بعض هذه المصادر كُتبت من قبل هواة، لذلك قم بتحدي الطلاب لنقد أسلوب الكتابة

الاستراتيجية الثالثة: الفصل المقلوب او المعكوس

 هناك مقالة في موقع إدوتوبيا تطرح فكرة مثيرة للاهتمام لم تصادفني مسبقاً في بحوثي. في هذه المقالة، يوضح الكاتب براين ستابنيك نهجه القائم على الاعتقاد بأن – الطلاب يجب أن تكون لديهم فرصة للقراءة في الفصل واختيار ما يقرأون

 – یقضي الطلاب وقتهم خلال الفصل الدراسي في القراءة لمدة 3-4 أیام في الأسبوع لطوال 2.5 أسبوعاً. ثم يدوّن الطلاب ماقرأوه في المنزل، وبهذا نوفر لهم فرصة الاختيار والاستقلال، والسماح لهم بالتحكم بتجربة تعلمهم. تستطيع محاولة هذا النهج خلال فترة 1-2 من وحداتك التدريسية كتغيير للوتيرة مع طلابك

الاستراتيجية الرابعة: شجّع على الكتابة

من منطلق شبيه بالفصل المقلوب (المعكوس)، ثمة طريقة رائعة لإشراك الطلاب في القراءة الا وهي تشجيع الكتابة. شجّع الطلاب على الكتابة بمجموعة متنوعة من التنسيقات والأنماط حتى تتمكن من جذب كل انواع الاهتمامات. بينما يستعد الطلاب للكتابة، يمكنهم قراءة أمثلة لتعزيز كل من مهارات القراءة والكتابة. وفيما يلي بعض الأمثلة على ذلك

أولا: اطلب من طلابك كتابة مدونة غير رسمية لأقرانهم كجمهور مستهدف. بعد ذلك، حرضهم لكتابة بريد إلكتروني رسمي قد يرسلونه إلى معلم حتى يتمكنوا من ممارسة مهارة التحويل في الاسلوب واللغة

ثانيا: اطلب منهم قراءة مقالة إخبارية، ثم إجراء بحث في القضايا المعروضة، وبعدها كتابة تعليق مدروس محتمل نشره على موقع أخباري (مثالا). تستطيع تحديهم بنشر التعليق فعلاً ومعرفة ما إذا سيتم اختيار التعليق كواحد من أفضل التعليقات المختارة من قبل الصحيفة أو القرّاء

ثالثا: اطلب من طلابك تصميم وكتابة المحتوى لموقع ويب. قد يكون الموقع الإلكتروني لشركة وهمية مستقبلية، أو نادٍ حسب اهتماهم، على سبيل المثال نادي الطبخ، نادي كرة القدم، الخ

الاستراتيجية الخامسة: ميّز بين الفتيات والاولاد

هناك عنوان فرعي لأحد المقالات التي قرأتها يقول “حقيقة: لا يقرأ الأولاد بقدر ما تقرأه الفتيات. هذه الفجوة في القراءة بين الجنسين تؤثر على أداء الأولاد في المدرسة الثانوية وما بعدها“. جاءت هذه الفكرة في بعض المقالات التي قرأتُها، وبعد البحث وقراءة المزيد عن ذلك، أعتقد أنه ينبغي أن تؤخذ هذه الفكرة في الاعتبار. إليك بعض الطرق التي يمكنك من خلالها إشراك الأولاد في صفك

أولا: إبحث عن قدوات من الذكور لتمثيل القراءة. يتم عادةً تشجيع الأولاد على القراءة من قبل أمهاتهم ومعلماتهم، لذلك يُقرن بعض الأولاد القرأءة بالنشاطات الأنثوية. للتغلب على هذا، ينبغي أن يشاهد الأولاد آبائهم وأجدادهم والمعلمين الذكور في محيطهم وهم يقرأون، حتى يتمكنوا من استيعاب اهمية القراءة وكم هي ممتعة، ومثيرة للاهتمام

ثانيا: دمج التكنولوجيا. يُفضل بعض الأولاد القراءة على الجهاز اللوحي أو الكمبيوتر

ثالثا: شجّع الاولاد على قراءة مجموعة متنوعة من مواد القراءة. هناك مقالة تذكر إن “النساء أكثر احتمالاً بكثير من الرجال لقراءة كتب الخيال: دراسة أجرتها المؤسسة الوطنية للفنون في عام 2008. على سبيل المثال، 41.9 في المئة من الرجال ذكروا انهم يقرأون الأدب، مقابل 58 في المئة من النساء” عندما أفكر في تشجيع القراء الممانعين، أفكر في العثور على كتاب خيالي لجذبهم. مع ذلك، يمكننا تشجيع قراءة الأخبار، المدونات، كاريكاتيرات، وما إلى ذلك لأنها قد تؤثر أكثر في الأولاد، مما يعيدنا إلى الفكرة المقترحة في الاستراتيجية الاولى

About The Author

Megan Davenport. scaled

Megan Davenport’s passion for education is at the forefront of her work. Megan earned her master’s degree in education from Arizona State University and bachelor’s degrees in sociology and business management from the University of Montana. Thanks to her academic background, Megan takes a well-rounded approach to working with schools and benefits from knowledge of organizational structure as well as change management paired with classroom experience and a love of helping children learn.

Megan consults with public and independent schools both domestically and internationally and enjoys synthesizing knowledge gained from working with a wide variety of schools to provide training and professional development for educators.

Share This